الشركة قررت تنظّم يوم كامل (نهار كامل) من الساعة 8 صباحاً وحتى ما بعد العصر
وقبل الدخول بتفاصيل هذا اليوم ، فيه شيء كان محير بالنسبة لي في البداية ، وهو على الرغم من أزمة أسعار النفط اللي كنا عايشينها واللي أثرت على وتيرة التوظيف بشكل عام وعلى الوظائف النفطية بشكل خاص ، واللي أيضاً تسببت بطرد وفصل عدد كبير من الموظفين حول العالم ، إلا أن وذرفورد قاعدة توظف .. ومو أي عدد بعد ، فالشركة استقطبت من يوم المهنة قرابة 60 متقدم وقسمتهم قسمين على يومين للتصفيات ، وبالنهاية تطلع بـ 30 مهندس تقريباً.
حضرت هذاك اليوم الساعة 7:45 (وأنصح أي أحد عنده مقابلة أو موعد لا يحضر قبل الموعد بأكثر من ربع ساعة ، فمن ربع ساعة إلى 7 دقايق قبل الموعد يعتبر شيء حلو إلّا إذا كانت هناك إجراءات قبل الموعد فاحضر في الوقت المناسب)
المهم .. حضرت الساعة 7:45 ص وكان ما شاء الله قرابة 10 أشخاص قبلي ، وصارت الساعة 8 واكتمل العدد إلى قرابة 30 شخص ، وكان تسجيل الدخول وتوزيع البطاقات وتسليم المستندات من الساعة 8:00 وحتى الساعة 8:30 حسب الجدول.
الساعة 8:30 دخلنا قاعة اجتماعات كبيرة جدّاً ومجاور لها قاعة اجتماعات بنفس الحجم ويفصل بينهم باب سحّاب كبير ، جلسنا حنا الـ 30 شخص على طاولة الاجتماعات بالقاعة الأولى ، وبالقاعة الأخرى -اللي انفتحت على قاعتنا- قيادات الشركة من مسؤولي التوظيف والموارد البشرية ومدراء الأقسام ومدراء العمليات وبعض كبار المهندسين.
حقيقة كان يومها عندي شعورين ، شعور بالتوتر المعروف .. وما يحتاج أشرحه ، والشعور الآخر هو ارتياح للي قاعد يصير وفرحة بالتقدير اللي صاير ، ليه؟
واضح جليّاً أن الشركة كانت حريصة جدّاً في الاستقطاب ، فجيّة كبارية الموظفين ومدراء الأقسام في يوم سبت ، وتجهير برنامج ، وتوظيف خلال أزمة نفطية عالمية ، كل هالأشياء تقول لك أن هناك منافسة ، وأن يبي لك تثبت نفسك لأن الشركة ما راح تخسّر نفسها في ظروف زي كذا وأنت مو كفو.
ومن وجهة نظري الشخصية: سواءً بوذرفورد أو غيرها من شركات البترول ، إذا أنك توظفت خلال أزمة النفط وفي الفترة اللي الشركات قاعدة تطرد فيها موظفين .. فاعرف أنك كفو ومميز ، لأن الشركة شافت فيك أنك راح تكون موظف متميّز ، وخسارتها بالفلوس عليك رغم الأزمة مو مهم بالنسبة لها .. لأنها واثقة أنك راح تبدأ تعوضها بيوم من الأيام ، وأن صرف الفلوس عليك -رغم الأزمة- ما يعتبر خسارة بل يعتبر استثمار ، وصدقني محد بيحط فلوسه ويستثمرها في شيء مو واثق من مردوده في الظروف العادية فما بالك بأزمة أسعار أثّرت على الكل ، فأهنيك إذا أنك توظفت بهالأزمة لأنك أُخـتِرت بعناية ، واحرص على تطوير نفسك وأثبت وجودك بالشركة مثل ما أثبت وجودك وقت التوظيف.
نرجع لنهار ذاك اليوم ..
بدأ اليوم بتعريف منهم بالشركة ، وأذكر أن مقدم البرزنتيشن كان شخص مميّز في تقديمه ، فعرّفنا على الشركة وأقسامها ونشاطاتها وفروعها العالمية.
وبعد كذا طلب من كل واحد فينا يستخدم الورقة والقلم الرصاص وعلب الألوان اللي قدامه ويرسم نفسه ، يرسم نفسه يعني: يرسم حياته الماضية والحاليّة والمستقبلية لحد 5 سنين قدام ، يعني بدل ما تكتب عن نفسك كلام في سطور .. ارسم رسمات رمزية وبعد كذا تقوم وتشرح رسمتك وتتكلم عن نفسك وتربط برسمتك اللي رسمتها.
ثم بعد كذا برزنتيشن طويل وكان شرح عن صناعة النفط والغاز ، من البحث والتنقيب لين الإنتاج وطرقه المختلفة ، وهالقسم ممكن يكون ممل لخريجي هندسة البترول لأنه موجه بالأساس لخريجي الأقسام الأخرى.
بعد فترة الغداء وبعد ما أخذ خريجي الأقسام الأخرى (غير هندسة البترول) المعرفة الأساسية في صناعة النفط ، جات الفقرة المهمة في هاليوم ، كل فقرات اليوم مهمة ، وكنت ألاحظ الكل قاعد يقيّم من مدراء الأقسام وغيرهم ، ولكن هالفقرة بالذات كان جلّ التقييم عليها وفيها ظهر العمل الجماعي وظهرت الفروقات الفردية أيضاً.
بالفصل القادم راح أتكلم عن هالفقرة ونبذة سريعة عن البرنامج اللي استحدثته الشركة مؤخراً ثم نختم فصول وذرفورد.
~ نـراكم الفصل القـادم ~